بسم الله الرحمن الرحيم
نقلت لنا كتب السنة النبوية المطهرة أن هناك
أشياء من الجنة توجد على الأرض، وذلك في عدة أحاديث نبوية شريفة ذكر فيها النبي
صلى الله عليه وآله وسلم بعض هذه الأشياء التي نزلت من الجنة، لالتماس بركتها
ومعرفة فضلها ومكانتها.. تعرف عليها في التقرير التالي:
مقام إبراهيم
مقام سيدنا إبراهيم هو الحجر العتيق الذي وقف
عليه نبي الله سيدنا إسماعيل لما ارتفع البناء ليقومَ فوقه، ويناوله ابنه إسماعيل -
عليه السلام - الحجارة فيضعها بيده لرفع الجدار كلَّما أكمل ناحية انتقل إلى أخرى،
يطوف حول الكعبة ويقف عليه، وكلما فرغ من جدار نقله إلى الناحية التي تليها حتى تم
بناء جدران الكعبة المشرفة الأربعة.
وجاء في مسند الإمام أحمد، وسنن الترمذي، وصحيح
ابن خزيمة، وصحيح ابن حبان، ومستدرك الحاكم وغيرهم حديث عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو
رضي الله عنهما قال: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : "إِنَّ الرُّكْنَ وَالمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ
يَاقُوتِ الجَنَّةِ، طَمَسَ اللَّهُ نُورَهُمَا، وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا
لأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ".
وذكر الإمام ابن كثير فى تفسيره لقول الله
تعالى: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى):
"المراد بالمقام إنما هو الحَجَرُ الذى
كان إبراهيم - عليه السلام - يقوم عليه لبناء الكعبة. لما ارتفع الجدار أتاه
إسماعيل عليه السلام به ؛ ليقومَ فوقه، ويناوله الحجارة، فيضعها بيده لرفع الجدار،
كلَّما كَمَّل ناحية انتقل إلى الناحية الأخرى، يطوف حول الكعبة، وهو واقف عليه،
كلما فرغ من جدار نقله إلى الناحية التى تليها هكذا، حتى تم جدارات الكعبة... وكانت
آثار قدميه ظاهرة فيه، ولم يزل هذا معروفًا تعرفه العرب فى جاهليتها؛ ولهذا قال
أبو طالب فى قصيدته المعروفة اللامية: "ومَوطئُ إبراهيم فى الصخر رطبة على
قدميــه حافيًا غــــير ناعل".
الحجر الأسود
الحجر الأسود أو الأسعد كذلك من أحجار الجنة،
ويوجد في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أنه من أحجار الجنة وكان أبيضًا إلا أنه أصبح أسودًا من ذنوب العباد.
وروى ذلك الإمام الترمذي من حديث ابْن
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآله وسَلَّمَ: "نَزَلَ الحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ، وَهُوَ أَشَدُّ
بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ".
الروضة الشريفة
الروضة الشريفة أو الروضة المباركة، أو
الروضة الشريفة، هي موضع في المسجد النبوي واقع بين المنبر وحجرة النبي- صلى الله
عليه وسلم- ومن فضلها عند المسلمين ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: «ما بين
بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي ». وذرعها من المنبر إلى الحجرة
53 ذراعاً، أي حوالي 26 متراً ونصف متر، وهي الآن محددة بسجاد أخضر اللون مختلف عن
بقية سجاد الحرم النبوي الشريف.
النيل والفرات
نهر النيل في مصر له مكانة كبيرة لا يجهلها
أحد، وكذلك نهر الفرات في العراق، وهما نهران من أنهار الجنة بنص الحديث النبوي
الشريف الذي رواه الشيخان البخاري ومسلم عن مالك بن صعصعة - واللفظ لمسلم - عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران،
ونهران باطنان، فقلت: يا جبريل ما هذه الأنهار. قال: أما النهران الباطنان فنهران
في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات.
وقال الإمام ابن حجر العسقلاني عن ذلك عند
شرحه للحديث: "قال النووي: في هذا الحديث أن أصل النيل والفرات من الجنة،
وأنهما يخرجان من أصل سدرة المنتهى، ثم يسيران حيث شاء الله، ثم ينزلان إلى الأرض،
ثم يسيران فيها، ثم يخرجان منها، وهذا لا يمنعه العقل، وقد شهد به ظاهر الخبر
فليعتمد".
وقال ابن حجر كذلك:" والحاصل أن أصلهما
في الجنة، وهما يخرجان أولاً من أصلها، ثم يسيران إلى أن يستقرا في الأرض ثم
ينبعان".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق